الرئيسة \  واحة اللقاء  \  ما حقيقة الدور الروسي في درعا؟ 

ما حقيقة الدور الروسي في درعا؟ 

05.08.2021
بلدي نيوز


بلدي نيوز 
الاربعاء 4/8/2021 
يتواصل التصعيد في محافظة درعا جنوب سوريا، من طرف قوات النظام والميليشيات الإيرانية، بهدف السيطرة على درعا البلد وطريق السد ومخيم درعا، وإقامة حواجز عسكرية وأمنية، خلافا للاتفاق المبرم بين النظام والمعارضة عام 2018. 
من جهة أخرى، اتهم مصدر في الجبهة الجنوبية التابعة للجيش السوري الحر المعارض قوات النظام بالتحضير لعمل عسكري كبير في محافظة درعا، عبر إرسال تعزيزات عسكرية كبيرة. 
وقال المصدر لوكالة الأنباء الألمانية أمس الاثنين، إن التعزيزات العسكرية وصلت من دمشق وريفها والقنيطرة، مزودة بدبابات وراجمات صواريخ ومدفعية، وتمركز العشرات منها في بلدة النعيمة على أطراف مدينة درعا الشرقية. 
وقال موقع "تجمع أحرار حوران"، إن المفاوضات بين اللجان المركزية والنظام تعثرت وخاصة بعد تهديد وزير الدفاع السوري باقتحام المنطقة. 
وأضاف الموقع، أن النظام أصر على شرط تسليم السلاح وإجراء عمليات تفتيش ونشر قوات عسكرية داخل الأحياء المحاصرة. 
وكان وصل وزير "دفاع النظام" علي أيوب، إلى مبنى الحزب في حي المطار بدرعا المحطة للاجتماع مع اللجنة الأمنية التابعة لنظام الأسد أمس، وحلقت طائرة استطلاع تابعة للنظام فوق أحياء درعا البلد بالتزامن مع وصوله، كما دخل وفد روسي إلى درعا البلد، أمس، بغية إكمال عملية التفاوض مع اللجان المركزية، بعد انتهاء التفاوض مع النظام. 
لكن رغم لعب روسيا دور الوسيط بالعلن وهي الضامن لاتفاق الجنوب بين المعارضة والنظام، يقول عبدالوهاب عاصي وهو باحث في مركز جسور للدراسات: "يُمكن الاعتقاد أنّ روسيا تحمل مسؤولية كبير من التصعيد الذي تشهده درعا البلد، رغم التسويق لنفسها كضامن أو وسيط بين النظام السوري واللجنة المركزية". 
ويوضح العاصي في حديثه لبلدي نيوز، أن "استمرار استحواذ الأهالي على السلاح الخفيف يعني بقاء المنطقة في حالة من عدم الاستقرار، بالنسبة لروسية، وبالتالي صعوبة تأمين طريق دمشق - عمان إذا ما تم تفعيل حركة التجارة والنقل عليه على نحو أوسع، كما أنّه يعني تحويل درعا إلى نموذج مشجّع لبقية مناطق التسويات، والذي يعني إخفاق روسيا في فرض السيطرة على المناطق". 
ويعرب عن اعتقاده أن روسيا هي من "منحت التفويض لإيران والنظام السوري من أجل شنّ العملية العسكرية على درعا البلد، وبدون هذا الغطاء لا يُمكن تنفيذ أي هجوم أو اتفاق، فموسكو تحرص على الحفاظ على صورتها كوسيط وضامن بين أطراف النزاع لأنّ ذلك يُساعدها في تحويل الإنجازات إلى مكاسب، من قبيل حصر السلاح المنتشر في درعا ضمن لواء جديد تُشرف بنفسها على تشكيله على غرار اللواء الثامن التابع للفيلق الخامس". 
لكن روسيا "لن تلجأ إلى استخدام القوّة المفرطة في درعا البلد، كما سبق وهدّدت بشنّ غارات جوية على أهالي الريف الغربي ما لم يتم تسليم السلاح الخفيف والمتوسّط وتهجير 6 من أبناء المنطقة، ويعود هذا الموقف إلى حرص روسيا على احتواء التصعيد وعدم انزلاق المنطقة إلى مزيد من الفوضى بما قد يؤثر على التزامات روسيا أمام الأردن وإسرائيل والولايات المتّحدة"، بحسب العاصي.